” المرأة السورية والمشاركة السياسية “

تالا جعفور

المركز الخامس

 

      مقالة حول المشاركة السياسة للمرأة في سوريا بعد سقوط الأسد

  

 

هل تساءلتَ قبلًا عن أهمية دور المرأة السورية في المشاركة السياسية خلال الثورية السورية وبعدَ سقوط الأسد؟

المرأة جزء مهم من المجتمع فهي الأم والأخت والزوجة 

هي القائدة والصانعة والمؤثرة.

هي إنسان وكل الناس متساوون بالحقوق ، ويمثل حق المشاركة في الحياة السياسية والعامة عنصرًا مُهمًا في تمكين الأفراد والجماعات، وهو أساسي للقضاء على التهميش والتمييز. ولا تنفصل حقوق المشاركة عن حقوق الإنسان الأخرى مثل الحق في التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، والحق في حرية الرأي والتعبير والحق في التعليم والحق في الحصول على المعلومات.

ولكن هنالك العديد من المجتمعات التي تحجم من دور المرأة وتقصيها عن المشاركة في العديد من المجالات التي هي من حقها كالمشاركة السياسية، 

وحرمانها من الوصول إلى الموارد…

والمشاركة السياسية هي حق للجميع رجالًا ونساءً لا يقل أحدهما عن الآخر .

وأما بالنسبة للحالة السورية فهي تَمُر في مرحلة مخاض كبير وترقب لولادة مرحلة مقبلة على الصَعِيدِ السياسي ولا بد أن يمتلك الناس مفاتيح المعرفة وفهم السياق السياسي كي لا يَنقادوا انقيَادًا أَعمًى فالمشاركة السياسية هي تلك المجموعة من الممارسات التي يقوم بها المواطنون, أو بها يضغطون بغية الاشتراك في صنع وتنفيذ ومراقبة تنفيذ، وتقييم القرار السياسي اِشتراكًا يخلو من الضغط الذي قد تمارسه السلطة عليهم. وهذا يعني أنه لكل مواطن/ة حقا ودورا يمارسه في عملية صنع القرارات ومراقبة تنفيذها وتقويمها بعد صدورها.

فهي إذن مساهمة الفرد في أحد الأنشطة السياسية التي تؤثر في عملية صنع القرار و اتخاذه، والتي تشمل التعبير عن رأى في قضية عامة، والعضوية الحزبية، والانضمام لمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني أو التعاون معها، والترشيح في الانتخابات، وتولى أي من المناصب التنفيذية والتشريعية.

إن ثقافة المشاركة السياسة، ثقافة مهمة في تحديد علاقة الحكم مع المجتمع،

وهذا حق للنساء والرجال ولكن المرأة المشاركة في السياسة أو الراغبة في ذلك تعاني من عديد من المشاكل التي تقف حاجزًا وتشكل عائقًا أمام مشاركتها أو رغبتها في الأمر.

 ولو تطرقنا للحديث عن التحديات التي تواجهها:

هناك العديد من المجتمعات كما تحدثنا سابقًا ممن يرفضون عمل المرأة في المجال السياسي على وجه الخصوص لعدة أسباب منها السيطرة الذكورية والصورة النمطية عن المرأة التي تحجم عملها وتقتصر دورها في بعض الأعمال كالتعليم والطب ، بالإضافة إلى الخوف من نظرة المجتمع السيئة والتي تصور بها كل من تخولها نفسها المشاركة في الحياة السياسية والخوض في غمارِهَا.

ونتيجة لذلك يتم ممارسة العديد من الانتهاكات بحق النساء كالعنف السياسي ضد المرأة والذي يعني أي ممارسات وإساءة أو محاولة إساءة للمرأة المشاركة في السياسية والخَائِضَة فِي غِمَارِهَا أو الراغبة بالأمر.

والعنف ضد المرأة في السياسة هو عنف جسدي أو جنسي أو نفسي. بطبيعة الحال يتعرض كل من الرجال والنساء الى العنف في السياسة، لكن العنف ضد النساء في السياسة هو عنف قائم على الجنس حيث يستهدفهن بسبب جنسهن وأمثلة العنف هي أعمال قائمة على الجنس مثل التعليقات الجنسية أو التحرش والعنف الجنسي

 إن العنف ضد النساء في السياسة يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان، يعرقل مشاركتها ، ويقوض إمكانياتها.

وقد نشرت لاهاي – الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان التقرير السنوي الثالث عشر عن الانتهاكات بحقِّ الإناث في سوريا وضح أن  29064 أنثى قتلن في سوريا منذ آذار/مارس 2011، بينهن 117 تحت التعذيب، و11268 معتقلة أو مختفية قسراً، إضافة إلى 11553 حالة عنف جنسي.

ومن أنواع العنف والانتهاكات:

  • العنف المجتمعي:

كَالعنف الذي ترتكبه أسرة المرأة لمنعها من المشاركة السياسية

  • العنف الجسدي:

كالضرب ، والاعتقال ، والاختطاف

  • العنف الجنسي:

كالتحرش ، والاغتصاب

  • العنف السيبراني/الرقمي:

هو العنف المرتكب عن طريق الوَسائل الرقمية والإلكترونية

  • العنف الاقتصادي:

حرمان المرأة من الوصول للموارد

  • العنف النفسي:

كالتهديد ، والتنمر ، والضغط ، والتهديد

  • العنف التَشريعي:

كسن تشريعات غير منصفة للنساء ولا تمنحهن حقوقهن المشروعة

 

كيف نضمن أن لا تُقصى المرأة مرة أخرى في سوريا الجديدة؟

هناك الكثير من الحلول ومنها:

  • تمكين النساء سياسيًا عن طريق التدريب والتأهيل.
  • جلسات توعية سياسية تستهدف فئات المجتمع.
  • تسليط الضوء على هذه القضية.
  • إجراء مراكز إحصاء وتوثيق للنساء المتعرِضات للعنف.
  • عدم الخَوف .

 

  • حملات الحَشد والمُناصرة
  • المطالبة الدائمة لتمكين المرأة في كل المجالات وخصوصا في المجالات التي كانت محرمة على المرأة كالمجال السياسي 

المطالبة بمقاعد سياسية وحكومية للمرأة في المجتمع.

  • إقامة الدورات التدريبية التي ترسخ مفهوم النوى الاجتماعية وأهمية المرأة في تولي مناصب قيادية.
  • الاطلاع على تجارب دول رائدة في مجال مشاركة المرأة سياسياً والاستفادة منها.
  • السعي لتمكين المرأة اجتماعيًا واقتصاديًا.
  • أن تربي أبناءها على قناعة أن المرأة يمكنها أن تكون في مجال السياسة.

 

ورسالتي لكل النساء في العالم عامة وفي سوريا خاصة

“صوتك حق”.. لا أحد يستطيع منعك عن مشاركتك والتعبير عن رأيك.

“صوتك حق” ..قولي لا حين يتوجب قول ..لا ونعم، حين ترغبين.

آمني بذاتك وقدسيها تقديسًا يجعلها تكسر قيود الجهل والضعف 

وافردي جناحيكِ نحو الشمس ..، حلقي حيث الأحلام والأمنيات…

وكوني امرأة قوية لم تخلق لوضع مساحيق التجميل ولتكون جسدًا وجهًا وحُسنًا بل لتكوني أيضًا قائدة ..قادرة ..ثائرة 

محاربة عن نفسك وساعية لتكوني أثرًا طيبًا…

لا تحجمي نفسك…ولا تسمحي لأحد بتصنيفك وتحجيمك.

وآمني بقوة أنكِ قادرة وأن صوتك حق.